رَمَضَانُ يَا شَهْرَ الْفَضَائِلِ
***
رَمَضَانُ يا شَهْرَ الْفَضَائِلِ والسَّخَاءِ
يا خَـيْـرَ آتٍ حَامِلاً بُشْرَى السَّمَاءِ
هَلَّتْ لَيَالِيكَ الْكِرَامُ فَمَنْ لَهَا
ونَضَارَةُ الْإصْبَاحِ تَسْبَحُ فِي الْفَضَاءِ
تَأتِي لَطِيفَ الرُّوحِ والْأكْوَانُ سَا
جِدَةٌ، وعَفْوُ اللهِ مَوْصُولُ الرَّجَاءِ
تَأتِي بِذِكْرٍ فِيه يَنْكَشِفُ الدُّجَى
ومَلَاحَةُ الْأسْحَارِ زَاهِيَةُ الضِّيَاءِ
تَأتِي بِمِسْكِ الصَّوْمِ تَدْعُو لِلتُّقَى
لِقِيَامِ لَيْلٍ واتِّحَادٍ واصْطِفَاءِ
يا شَهْرُ فِيكَ وِصَالُ كُلِّ مُعَانِدٍ
وَوِئَامُ كُلِّ مُقَاطِعٍ وَعَلَى رِضَاءِ
يا شَهْرُ أُنْزِلَ فِيكَ قُرْآنُ السَّمَا
فِيه الْهُدَى وشِفَاءُنَا مِنْ كُلِّ دَاءِ
والنَّصْرُ فِيكَ كَآيَةٍ دَامَتْ لَنَا
وكَأنَّهُ عَهْدٌ وَفَصْلٌ لِلْقَضَاءِ
ولِيَوْمِ بَدْرٍ وَقْفَةٌ ولِغَيْرِهِ
وَقَفَاتُ فَخْرٍ عَانَقَتْ شَرَفَ السَّمَاءِ
تَجْرِي بِنَا حَتَّى نَرَاكَ مُوَدِّعاً
تَمْضِي كَأنَّكَ حُلْمُ حُبٍّ وارْتِواءِ !
يا لَيْتَ شِعْرِي، والْحَيَاةُ مَطِيَّةٌ
تَلْهُو بِنَا فَإلَى نَعِيمٍ أوْ شَقَاءِ
يا مَنْ عَصَيْتَ اللهَ قُمْ مُسْتَغْفِراً
مَازَال يَنْبِضُ فِيكَ شُرْيَانُ الْحَيَاءِ
يا مَنْ تُرَوِّعُ آمِناً لَسْتَ الَّذِي
تَقْضِي عَلَيْه ، وَرَبُّهُ رَبُّ السَّمَاءِ
إنَّ الْأحِبَّةَ لَا تَعِيشُ بِمَعْزَلٍ
عَنْ دِينِهَا ، واللهُ يَجْزِي بالْوَفَاءِ